بالنّسبة للكثير من الأشخاص الّذين لم ينشئوا في منازل يتمّ فيها انتاج العرق بشكل تقليديّ، فمن البديهي التساؤل عن الفرق بين أنواع العرق المختلفة وكيف يختلف الطّعم.
على الرّغم من ارتفاع نسبة الكحول في العرق والّذي يجعل التّفريق بين أنواعه أكثر صعوبة من النّبيذ الأقل كحولاً، إلّا أنّ الذّواقين المتمرسين يفرّقون بين أنواع العرق المختلفة حيث تختلف نسبة الكحول بين أنواع العرق حسب عدد مرّات تقطيره. فالعرق الأخف ذي النّسبة الأقل من الكحول هو العرق المقطّر مرّة واحدة. أمّا العرق البلدي الأصلي والّذي يقبل عليه الجميع هو العرق المثلّث أي الّذي تمّ تقطيره ثلاث مرّات متتالية لاستخراج روح النّبيذ فيه، أمّا أخيراً فهناك أنواع أخرى من العرق والّذي تمّ تقطيرها وتركيزها أربع مرّات لاستخراج عرق ذي طعم قوي ونسبة كحول عالية، تماماً كما العرق الإكسترا المقدّم من أبو رعد وغنطوس.
إضافة إلى عدد مرّات التّكرير، تختلف نسبة اليانسون في العرق مما يعطيه أحياناً طعماً لاذعاً محببّاً يشبه حرقة الويسكي، وفي أحيان أخرى طعماً أكثر ليونة وسلاسة. كما يضيف بعض المنتجين التّفاح إلى العرق لإضفاء مذاق مخفيّ من الحلاوة. تجدر الإشارة هنا إلى أنّ العرق يصنّع من مواد وأعشاب طبيعية مئة بالمئة بدون إضافة سكّر أو أيّ موادّ كيماويّة حيث لا يعتبر العرق المقطّر ذي المواد الكيماوية عرقاً حسب القانونين اللبناني والسوري ويتمّ إقفال المصانع المضيفة لأي مواد غير طبيعية لمنتجاتها.
إن كنت تودّ معرفة العرق الألذّ بالنّسبة لك فبكلّ بساطة يجب تجريب العرق لمعرفة أيّ نوع تفضّله. يتمّ خلط العرق بنسبة ثلث عرق إلى ثلثين ماء، مع مراعاة سكب العرق أوّلاً ومن ثمّ إضافة الماء. يضاف لخليط الماء والعرق مكعب أو مكعبان من الثلج لا أكثر. بالإمكان شرب العرق كما الفودكا في جرعات صغيرة ما يسمّى بالشوتس، لكن العرق في أساسه مشروب طويل يدوم طوال دوام السّهرة أي أنه لونغ درينك يتمّ شربه ببطء، وينصح بشربه إلى جانب قليل من المازة أو التاباس. تتميز كؤوس العرق بصغر حجمها، وينصح بتبديل الكوب واستخدام آخر عند الانتهاء من شرب كأس العرق.
للعرق طقوس منها شربه ببطء كي تعرف حدّك المناسب ولا تتجاوزه لئلا تستيقظ في اليوم التّالي مع وجع رأس أو هانغ أوفر. مع أنّ الهانغ أوفر للعرق يكون عادة ألطف من غيره نظراً لأن المرء يشرب دائماً ضعفي كميّة الماء مع الكحول لذا يضمن الماء وجع رأس أقل من مشروبات أخرى تشرب لوحدها أو سك.
يعدّ العرق مشروباً مناسباً للسهرة، حيث يستمتع الكثير من الشبّان في الشرق الأوسط بشرب العرق مرافقاً للسهرات الطّويلة، إمّا مع الطّعام أو لوحده.
إن لم تكن متعوّداً على العرق بعد، فبإمكانك البدء بأحد الأنواع الألطف والأقل حدة. عرق بران مناسب جدّاً، تماماً كعرق كساراك وعرق الريان، فقرا والمزار كلها مناسبة للشارب المبتدئ، أمّا توما وأبو رعد وغنطوس فكلاهما يصنّع نوعان من العرق، الاكستر للأشخاص الّذين يبحثون عن عرق مركز الطعم والعادي، أمّا مسايا وسكارى فكلاهما أيضاً من العرق الأكثر تقطيراً وبالتّالي الأثقل طعماً.
https://en.wikipedia.org/wiki/Lebanese_wine
https://al-akhbar.com/PDF_Files/1299/alakhbar20101224.pdf
